المبادرة المصرية لإنهاء الحرب تثير غضب نتنياهو
خاص| القصة
قال رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس السبت، إنه يتعين على بلاده السيطرة بشكل كامل على محور فيلادلفيا الحدودي بين مصر وقطاع غزة لضمان “نزع السلاح” في المنطقة، مضيفا بأن أي ترتيب آخر لن يضمن نزع السلاح الذي نسعى إليه، فيما بدا أنه تصاعدا لحدة الخلافات بينه وبين مصر على خلفية موقف مصر من الحرب على غزة.
وقالت مصادر فلسطينية مطلعة لموقع “القصة” إن تصاعد نبرة نتنياهو يأتي على خلفية المبادرة التي قدمتها مصر لوقف إطلاق النار، والتي تشمل عدة مراحل تنتهي إلى إنهاء الحرب على غزة، وهو ما يرفضه نتنياهو الذي يرى في ذلك خطر عليه، فيما يفضل تنفيذ المبادرة القطرية، التي تقتصر على هدنة فقط لمدة شهر مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى يتراوح بين 40 إلى 50 أسيرا.
وكانت هيئة البث العبرية، قد قالت مساء أمس السبت، إن مجلس الحرب الإسرائيلي منح رئيس الموساد ديفيد برنيع ضوءا أخضر لإتمام صفقة تبادل أسرى مع حماس بموجب المبادرة القطرية الأخيرة.
وكانت تقارير صحفية قد أعلنت في الثالث والعشرين من شهر ديسمبر الجاري بأن دبابات إسرائيلية بدأت عملية برية من“ كرم أبو سالم ”لمحور فيلادلفيا على الحدود مع مصر، وهو ما نفاه لاحقا العديد من المصادر المصرية وأخرى من داخل حكومة غزة، إلا أن مصادر فلسطينية قد أكدت لموقع “القصة” أن تلك الأنباء كانت صحيحة، وأن ضغوطا من الجيش المصري والبنتاجون الأمريكي على حكومة نتنياهو قد دفعته للتراجع عن تلك الخطوة.
وتصاعد الخلاف المصري الإسرائيلي على وقع الرفض المصري للخطة الإسرائيلية التي تهدف إلى تهجير سكان قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية، والذي ترى فيه مصر خطرا شديدا على أمنها القومي.
وكانت إدارة المخابرات الحربية المصرية قد رفعت تقديرا للموقف إلى القيادة السياسية حذرت فيه من تلك الخطة والتي ستكون تصديرا لأزمات الاحتلال الإسرائيلي إلى مصر وتحميلها توابع ذلك الاحتلال والذي ربما يؤدي إلى نشوب نزاع مباشر بين مصر وإسرائيل، وهو ما دفع الرئيس المصري ووزير الخارجية إعلان رفض مصر التام لهذه الخطة.
وعلى وقع هذا الموقف، وخلال الأشهر الماضية، ارتفعت حدة التوترات بين الجانبين المصري والإسرائيلي، حيث اتهم، بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي، التابع لليمين المتطرف، الجانب المصري بالسماح لدخول سلاح إلى المقاومة عبر أراضيها.
وقال الوزير خلال حوار مع صحيفة تايمز أوف إسرائيل “بعد سنوات سمحت فيها مصر، من خلال غض الطرف، لحماس بالتسليح المجنون، كما انكشف الآن، فإن التدخل الوحيد الذي يمكن أن تقوم به في غزة هو السماح لسكان القطاع بعبور حدودها في طريقهم إلى دول أخرى”
وردا على تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي، قال النائب البرلماني مصطفى بكري، والمقرب من الأجهزة الأمنية المصري أن هذا التحرك يعد اعتداء سافرا على اتفاقية السلام بين البلدين، محذرا من الاقتراب من الحدود المصرية.
وأضاف بكري عبر حسابه الرسمي على موقع إكس “يجب الرد بحسم على وقاحة النتن ياهو، التهديد باحتلال محور (فيلاديلفيا) يجب أن يقابله احتجاج رسمي وتحذير معلن، لأن ذلك يمثل اختراق لاتفاقية السلام الموقعة بين البلدين ٢- يمثل اعتداء على السيادة المصرية ٣- يمثل خنق لغزه ويجعلها تعيش في سجن كبير، ويفرض عليها الحصار الدائم كلما شاء. ٤- يفتح الطريق أمام تهجير الفلسطينيين إلي سيناء. العين الحمرا واستعراض القوة مطلوب في هذا الوقت. الصمت لن يكون مجدي معهم، ونحن على ثقة أن القيادة والجيش لن يسمحوا للعدو بتنفيذ مخططاته.
عندما يقول النتن ياهو إن منطقة محور فلادلفيا علي الحدود المصريه يجب أن تكون تحت السيطره الإسرائيليه فهذا إعتداء سافر علي اتفاقية السلام بين البلدين . إياك أن تقترب ، الحدود المصريه خط أحمر أيها النتن ، يبدو أنك لاتعرف بأس جيشنا وقدرة شعبنا
— مصطفى بكري (@BakryMP) December 30, 2023
يجب الرد بحسم علي وقاحة النتن ياهو ، التهديد باحتلال محور (فيلاديلفيا) يجب أن يقابله احتجاج رسمي وتحذير معلن ، لأن ذلك يمثل إختراقا لاتفاقية السلام الموقعه بين البلدين ٢- يمثل اعتداء علي السياده المصريه ٣- يمثل خنقا لغزه ويجعلها تعيش في سجن كبير ، ويفرض عليها الحصار الدائم كلما…
— مصطفى بكري (@BakryMP) December 30, 2023
المبادرة المصرية
وتتكون المبادرة المصرية من ثلاث مراحل رئيسية، تبدأ بالمرحلة الأولى التي تشتمل على هدنة إنسانية لمدة 10 أيام تفرِج خلالها حركة حماس عن قرابة 40 من الأسرى لديها من النساء والأطفال والمرضى مقابل إفراج إسرائيل عن عدد مناسب يُتَفق عليه من السجناء الفلسطينيين لديها.
وخلال هذه الفترة سيتوقف إطلاق النار توقفا كاملا في قطاع غزة كافة من الجانبين كليهما كما سيُعاد نشر القوات الإسرائيلية بعيداً عن محيط التجمعات السكنية، وسيُسمح بحرية حركة المواطنين من الجنوب للشمال، كذلك حركة السيارات والشاحنات، وتكثيف إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية بما في ذلك إلى مناطق شمال القطاع.في وقتٍ تلتزم فيه حركة حماس بوقف كافة أشكال العمليات تجاه إسرائيل.
كما تتضمن وقفاً كاملاً لإطلاق النار في كافة أنحاء قطاع غزة من الجانبين على أن تنتشر القوات الإسرائيلية بعيداً عن التجمعات السكنية، وتسمح بحركة المواطنين من جنوب القطاع إلى شماله بما فيها حركة السيارات والشاحنات، كما تشمل أيضاً وقف كل أشكال التحليق الجوي الإسرائيلي، بما في ذلك المُسيرات وطائرات الاستطلاع، مع تكثيف إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية التي تشمل الأدوية والمستلزمات الطبية و المحروقات والأغذية دون استثناء شمال القطاع.
أما المرحلة الثانية، والتي ستمتد لاسبوع، فتشمل الإفراج عن كافة المجندات المحتجزات لدى حركة “حماس” مقابل إطلاق إسرائيل سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين يتفق عليه الجانبان، وكذلك تسليم كافة الجثامين المحتجزة لدى الجانبين منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.
أما المرحلة الثالثة فقد تصل إلى نحو شهر كامل يجري خلاله التفاوض حول إفراج حماس عن عدد من الجنود الإسرائيليين لديها مقابل قيام إسرائيل بالإفراج عن عدد يُتَفق عليه بين الجانبين من السجناء الفلسطينيين في إسرائيل، على أن يُعاد خلال هذه المرحلة انتشار القوات الإسرائيلية خارج حدود القطاع، ويستمر وقف جميع الأنشطة الجوية وتلتزم حماس بوقف كافة الأنشطة العسكرية ضد إسرائيل.
وكانت الخطة قد شملت في مرحلتها الثانية قيام مصر وقطر والولايات المتحدة، بتنسيق تشكيل حكومة خبراء فلسطينية (تكنوقراط) لإدارة قطاع غزة والضفة الغربية، تدير مرحلة انتقالية تجري خلالها انتخابات رئاسية وبرلمانية في جميع الأراضي الفلسطينية، إلا أن عدد من المصادر الصحفية قد أشار إلى أن مصر ربما تتغاضى عن ذلك الاقتراح بعد اعتراض السلطة الفلسطينية في رام الله عليه.
ووفق بيان للجنة التنفيذية لـمنظمة التحرير الفلسطينية – نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”- فقد رُفضت مسألة تشكيل حكومة تكنوقراط لإدارة الضفة وغزة بعيدا عن إطار مسؤولية منظمة التحرير الفلسطينية المعترف بها كممثل شرعي ووحيد لتمثيل الفلسطينيين.
وأكدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أنها قررت تشكيل لجنة من أعضائها لمتابعة ما يترتب عليها من مخاطر تمس مصالح الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية الثابتة.
محور فيلادلفيا
ويطلق اسم محور فيلادلفيا على الشريط الحدودي الذي يمتد بين مصر وقطاع غزة، والواقع ضمن المنطقة “د” العازلة بموجب اتفاقية السلام التي وقعتها مصر وإسرائيل عام 1979.
ويمتد المحور من البحر المتوسط شمالا إلى معبر كرم أبو سالم جنوبا، بطول نحو 14 كيلومترا.
وتفرض اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل قيودا عددية ونوعية على نشر القوات على جانبي الحدود، بما في ذلك الجانب المصري للمحور.
كانت إسرائيل تسيطر على المحور حتى انسحابها من غزة عام 2005 فيما عرف بفك الارتباط، ثم سلمته للسلطة الفلسطينية، تبع ذلك توقيع اتفاق جديد لتنظيم تواجد القوات في منطقة المحور، وسمح بتنسيق أمني مصري إسرائيلي.
