طائرات غزة الورقية
جهاد عيسى
ما بين طائرات الأمس وطائرات اليوم، سقطت براءة السماء على رؤوس الأطفال.
في غزة، الطائرات الورقية لم تكن مجرّد ورق وخيط…
كانت دعوة للفرح، تمرينًا على الحلم، حوارًا نقيًا بين الطفل والسماء.
كانوا يركضون تحتها بضحكة، وكأن السماء أمّ حانية ترسل لهم نسائم اللعب.
لكن الآن؟
السماء ذاتها صارت فخًا، وصوت الطائرة صار صفارة إنذار تنذر بالفناء.
الطفل الذي كان يصنع طائرته من ألوان، بات يخشى ظل الطائرة وإن كانت سحابة.
أنا متيقّنة أن عيون أطفال غزة لم تعد تبصر السماء كما نفعل نحن، لقد تحوّلت في وجدانهم من فسحةٍ إلى فوهة موت.
من حضنٍ إلى سجن.
من أملٍ إلى هاجس.
هل تتخيلون أن يَكبر طفل وهو يربط بين السماء والخراب؟
هل تدركون ماذا يعني أن تُزرَع فوبيا الطائرات في قلبٍ صغير كان يُؤمن أن كل ما يطير… جميل؟
إنه انقلاب الحلم إلى رعب.
وهذا والله أبشع من القصف.
*جهاد عيسى
كاتبة من غزة